علاج النبي للغضب
يسم الله
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لرجل جاءه وقال له: يا رسول اللّه، علمني شيئا أدخل به الجنة وأوجز. فكان جوابه عليه الصلاة والسلام
هذه الكلمة البليغة ''لا
تغضب''.
وقال صلى الله عليه وسلم ''ليس القوي بالصرعة، إنما القوي من يملك نفسه عند الغضب'' أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. ذلك أنه إذا شاع الغضب والتغاضب بين الناس وثب الوحش الكامن في النفس الإنسانية، وأعادها إلى حياة الغابة، تلك الحياة التي لا تعرف غير شريعة الغاب. وقد قيل إن الغضب عدو العقل، أوله جنون، وآخره ندم، ولا يستبدل له عن الغضب بذل الاعتذار.
ويقولون: إن الغضب يجلب انهيار الأعصاب السريع، فما من حالة عصبية إلا ويكون الغضب علة العلل فيها. والغضب هو السبب الوحيد الذي يجلب ضيق الصدر، ويعرقل سير الدورة الدموية، ويرفع الضغط إلى رقم رهيب. ولكن هل يستطيع الإنسان أن يظل متبلّد العاطفة، فاقد الإحساس فلا يتأثر ولا يغضب أبدا في مواقف تستدعي الغضب؟
هذا مستحيل بالطبع، وخير الأمور أوسطها. إذن ما الذي يجب أن يفعله الإنسان عندما ينتابه الغضب؟
قال تعالى: ''وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم'' فصلت:.36
وعن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبّان، أحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يحد'' متفق عليه.
وعن عطية بن عروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ'' رواه أبو داود في الأدب بإسناد حسن. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ''أنه أمر من غضب إذا كان قائما أن يجلس وإذا كان جالسا أن يضطجع'' رواه أبو داود في الأدب بإسناد صحيح.
فما أحوجنا إلى المحافظة على صحتنا من داء الغضب الذي يكاد يدمر المجتمع والأسر. كم من جريمة كان سببها الغضب وكم من طلاق لا يقف وراءه إلا الغضب.. وكم من قرار خاطئ اتخذه صاحبه بدافع الغضب. هذا الغضب الفردي، فما بالنا بالغضب الشعبي الجماهيري.
وما بالنا بغضب الحكومات التي تملك أدوات التدمير. والإسلام يهدف من وراء محاربة الغضب في نفوس الناس إلى نشر السلام في نفوسهم وعقولهم. فالحروب أول ما تندلع تندلع في عقولهم وقلوبهم فهناك يريد الإسلام نشر السلام.